ومن القصائد العتيقة التي صاغها سيدي الشيخ محمد المدني، رضي الله عنه، قصيدة : “أبْشري يا نفس اليوم بالوصال”، وهي تنشر لأول مَرَّة بعد أن وَجدناها في إحدى الأوراق القديمة التي تعود لسيدي محمد طقطق، رَحمه الله.
وهي قصيدة رائعة تصف بشرى ملاقاة الله والحصول على أنوار سناه.
أبشري يا نفسُ اليوم بالوصال * وارتَعي في روض الأنس والقَبول
حلـــت الأفراح و البُعد قد زال * وظـــــــــــلام البَيْن كان في أفول
أشرقت شَمس محَيا ذا المفضال * شيخنـــــا العلاوي مِفتاح الدخول
لا مَلام إن تعربـــــــــد الخيال * ثــــــــــــــم قال صائحًا وهو يقول:
أبشري يا نفس اليَوم بالوصال * وارتَعـي في رَوض الأنس والقَبول
لا جنــاح للمحــــــــــب إن بــدا * قَمر المحبـــــــوب زالت الشجون
هـــــــام وجدا في هواه وغَدا * فَرط حبه شجـــــــــــــونٌ وجُنون
إن خمـــــر الوصل سكره حَلال * فلـــــــــــــــــذا قلت قولا لا يزول
أبشري يا نفس اليوم بالوصال * وارتَعي في رَوض الأنس و القبول
أضْرِمَت في كبدي نار الأشواق * ودُمـــــــــــوع العَين زَادها الثَّجج
نَبتَغــــي منكم سويعات التلاق * غيــــــــــــرَ أنَّ البُعد زادني حَرج
أحمـــــــد الله الكريم ذا الجلال * وأنــــــــادي لما قد نلت المأمول
أبشري يا نفس اليوم بالوصال * وارتَعي في روض الأنس والقبول
كَم أنادي البدر في دجى الظلام * وأعــــــــــــــــاتب الليالي والأيام
وأبيــــــــت ساهرًا أبغي المرام * وسميــــــــــر الشوق ماله منام
أيَنــــامُ الليل مشغولُ الأحوال؟ * إذ ينــــــــــــادي دائما وهو يقول:
أبْشري يا نفس اليوم بالوِصال * وارتَعي في رَوض الأنس والقَبُول
تحقيق ن. المدني 30 جويلية 2017.