ومِن القَصائِد المُعَتَّقة التي يَتَغَنَّى بها أهل اللهُ الذاكرونَ، قَصيدَة “هيا بنا” التي خَطَّها القَلمُ الفائق، بل الحالُ الشارِقُ، لِسَيِّدي الشيخ محمد المدني، رحمه الله، وفيها يَدعو إخوانَهُ من المؤمنينَ إلى البدار إلى “رِياض الصالحين وحِلَقِ الذَّاكرين، وهي عَينُها رِياضُ الجَنَّة، فازوا بها في الدنيا قَبلَ الآخِرة. بساطة في الكلمات ورقة في المعاني. كلامٌ قَريبُ العَهد مِن رَبِّ العالَمين.
هَيَّــــــــــــــــا بِنا هَيَّا بِنـا * إلـــى رِياضِ الصَّالِحين
هَيَّــــــــــــــــا بِنا هَيَّا بنـا * نُسْقى مِن خَمْر العارِفين
هيَّا بنا إلى الرِّجــــــــــال * هُــــم أهلُ الله الذَّاكرين
ساداتِنـــــــا أهلِ الكَمال * رجــــالِ الله المُتَّـــــــــقين
فَلا يَشقـــــــى جَليسُهـم * حَديثُ خَيــــــر المُرسَلــين
ولا يُضــــــام أنيسُهــــم * إنَّهم الحِصْنُ الحَصـــين
باهـــــــــــى بِهم إلاهنـا * عِبـــــادَهُ المُقَرَّبــــــــــــين
بِحُبِّهـــــم يَغفِر لنـــــــــا * والحبُّ أساسٌ مَتـــــــــين
هَيَّــــا بِنـــــا للواجِبــات * قَواعِدِ الشَّرْعِ الـــمُبـــــين
فَهــــي أصولُ القُربــات * وهي رِياض الواصِلــــين
هيـــا بنــــا للمصطفـــى * خير الأـــنام أجمعــــــين
بحــــر العلوم والوفــــــــا * شفيعنــــا في يوم الدين
نزور روضة المنيــــــــر * نمـــــــــــــــرغ فيه الخدين
نسعى إليه في المسير * نسعى على الرأس والعين
بحبـــــــه عقلي يطيــر * إلى ريـــــاض العاشقين
هنالـــــــك نبقى أسير * إلى إمـــــام لمرسلــــــــين
صلـــــــــــى عليه ربنا * وصحبــــــــه والتــــابعين
وآلــــــــــــــه أهل الثنا * وأهل البيـــــت الطاهرين
هيا بنا نحيــي القلوب * بـــــــــــــذكر رب العلمـين
حتى نصــــل للمطلوب * في حضرة القدس المبين
هيا بنا نحيي الســـنن * فنمســــــــي في المقربين
أهل المعالي والمــــنــن * أهل الـــــمعاني الكاملين
يـــــــــــا ربنا بجاههم * والأنبـــــــــــــيا والمرسلين
اغفـــــــــــر لنا بحبهم *وحــــــــــــب خير المرسلين
الزاوية المدنية، 28 أكتوبر 2014.