نتشرف في هذه الأيام المباركة، بتقديم الخطبة الثانية التي خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد هجرته إليها واستقراره فيها:
“قال ابن إسحاق: ثمَّ خَطَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس مرة أخرى، فقال:
إنَّ الحَمْدَ لله، أحمده وأستعينُه، نَعوذ بالله مِن شُرورِ أنْفسنا، وسَيِّئات أعمالنا، مَن يَهدِه اللهُ فَلا مُضلَّ لَه، ومَن يُضلل فَلا هاديَ لَه،
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وَحدَهُ لا شَريكَ لَه.
إنَّ أحسنَ الحديث كتابُ الله تَبارَكَ وتَعالى،
قد أفْلَح مَن زَيَّنَهُ اللهُ في قَلبه، وأدخله في الإسلام بَعدَ الكُفر، واختَارَه على ما سواه من أحاديث الناس، إنَّهُ أحْسَن الحديث وأبْلَغُهُ،
أحِبُّوا ما أحَبَّ اللهُ،
أحبِّوا اللهَ مِن كلِّ قُلوبِكم،
ولا تَملُّوا كلامَ الله وذكرَه، ولا تقسُ عَنهُ قلوبُكُم، فإنَّه من كل ما يَخلقُ الله يختارُ ويَصطفي، قد سَمَّاه الله خيرتَه من الأعمال ، ومُصطَفَاه من العباد، والصالحَ من الحَديث؛ ومَن كلِّ ما أوتي الناس من الحَلاَلِ والحَرَام،
فَاعْبُدوا اللهَ، ولا تُشركوا به شيئًا، واتَّقوه حقَّ تُقاتِهِ، واصدُقوا اللهَ صالحَ ما تقولون بأفواهكم،
وتَحابوا بروح الله بينَكم، إنَّ اللهَ يَغضَبُ أن ينكث عَهْدُه، والسلام عليكم”.
في هذه الخطبة الغرَّاء جواهر للسير في طريق الله وتزكية القلوب:
1) تركيزه صلى الله عليه وسلم على القرآن والاعتناء به.
2) تركيزه على حب الله تعالى والحب أساسٌ متين.
3) تأكيده أن يستغرق هذا الحب كلَّ أطراف القلب، حتى لا يكون مع الله شيءٌ في القلب.
4) تأكيده على محبة المؤمنين لبعضهم البعض بسبب من روح الله الساري بينهم.
5) تأكيده على الصدق في القول والعمل والإخلاص الكلي لله.
فصلوات الله عليه وسلامه إلى يوم الدين.
تقديم. ن. المدني.
26 سبتمبر 2017.