في سنة 1918، زار سيدي الشيخ أحمد العلاوي الزاوية المدنية بقصيبة المديوني، ليهنِّئَ مريدَه ونائبَه في تونس سيدي الشيخ محمد المدني، رحمة الله عليهما. وكان من جملة الحاضرين في تلك الزيارة سيدي الحاج محمود النعيجي، فقيرٌ مَدني شاب. وأراد أن يغتنم فرصة حضور الشيخ العلاوي ليغترف من بحار فضله وعلمه فتوجه إليه. وطلب منه أستاذه المدني خدمة الشيخ العلاوي والسهر على راحته. وقبيل النوم، كلما طلب شيئا من الشيخ العلاوي يجيبه:
على ما ترى. – هل أجلب لك الماء يا سيدي؟
– على ما ترى.
– هل تريد غطاء؟
– على ما ترى.
– هل أطفئ المصباح؟
– على ما ترى.
وكان يسعى من وراء هذه الأسئلة نيلَ مذاكرةٍ أو نظرةٍ، ولكنَّ الشيخ العلاوي كان مستغرقا في ذكر الله طيلة الليل، حتى غلبه هو (سيدي الحاج محمود) النوم، ولم يفطن إلا والشيخ المدني على رأسه يوقظه لصلاة الصبح .
قصة نادرة وأحوالها شارقة فيه صدق التوجه إلى شيخ التربية، وفيها آداب الشيخ المدني مع شيخه ولطفه مع أبنائه، وفيها استغراق الأستاذ العلاوي مع رَبِّه. رضي الله أجمعين ونفعنا بأسرارهم.
مذاكرة شفوية رواها سيدي الحاج محمود نفسه، ونقلها عنه سيدي الشيخ منور المدني، صبيحة يوم 3 جويلية 2017.
شيخ التربية