[/سيدي الحاج المولدي بن الكيلاني زيايدية، رحمه الله تعالى.
هو سيدي الحاج المولدي، بن الكيلاني، بن زيايدية التميمي.
من أفاضل الطَّريقَة المدنية الكُرَماء، وأفاضلها الطيبين الأوفياء، اختصه الله بأن يكون السائق الخاص لسيدي محمد المَدني، رضي الله عنه، وساح معه إلى العديد من البلدان والمدن منذ 1952.
تَحَصَّل عَلى نَصيبٍ وافر من العلوم اللغوية والشرعية، في المدارس حسب الطريقة العتيقة. وبعدها اشتغل في الجيش، وشارَكَ في الحرب العالمية الثانية بوصفه عسكريًا، وذلك وعادَ برخصة سياقَةٍ قوية.
وزار الزاوية وبقيَ فيها مجردًا، يَساعد في تصريف شؤونها اليومية جميعًا من بناء وتجارة وميكانيك…
ولما اشترى سيدي محمد المدني سيارة سنةَ 1952، نالَ سيدي الحاج المولدي شرفَ السياقة به، ومُصاحبته في كل السياحات، ونذكِّر هنا بأنَّه هو الذي ساق به في رحلة الحج سنةَ 1955 ، كما زارَ معه مُستغانم الطيبة بالجزائر، وسائر بلدات الساحل، وصفاقس وتوزر…
وقد كان سيدي الحاج المولدي، رحمه الله، جميلَ الصوت، ثقةً وثوقًا، أميناً صدوقًا، صاحبَ ذَوقٍ عَميق، غاص به في فنون التصوف العالية، واشتهر بأنه كانَ مُغرَمًا بالحكم العطائية، يَحفظ بعضعا ويذاكر بها. كما كان يذاكر الفقراء ويرشدهم ويساعدهم على التلقي عن الشيخ، حتَّى سميَ بغِربال الزاوية .
وانتهى من مرحلة التجرد قبيل وفاة الشيخ المدني بأشهرٍ، وتَزَوَّج وخَلَّف بنتين وابنًا وتوفي سنة 1974.
رحمه الله، ورَزَقَه الفردوس الأعلى وثبتنا على نَهجهم و طاعتهم.
من مذاكرات الشيخ محمد المنور المدني.
الزاوية المدنية 3 فيفري 2017/]