يطلق اسمُ “المُجرَّد” عَلى مَن يَتَجَرَّدُ من متاع الدنيا وَعلائِقها الفانية، وَيَتَحرّر من صوارفها الواهية، حَتى يتفرَّغَ بالكلية لِعبادة الله وخِدمة أهله وأحْبابه. وغالباً مَا يلازِمُ المُجَرّدُ الزاويةَ ويعكفُ فيها على العبادة، والاشتغال بالعِلم والتعلُّم. وقَد نجد للتجرد سَنَداً في هذا الانقطاع لله مَا فَعله أهل الصفة في المَسجدِ النبوي. وقد اختصت الزاوية المدنية العديد من المٌجَرَّدين الذين وَقَفوا حياتهم لخدمة الله ورسوله وأهله الذّاكرين. يقومون بشؤونهم ويتفرغون للطاعة والعبادة والاكثار من ذكر الله. ويَتَجَرَّد الفقراء حَسب اختصاصهم، فمنهم العلماء المؤدِبون، ومنهم الفلَاحون، ومنهم ومنهم…. وعلى سبيل المثال، تَجَرَّد سيدي محمد المدني، رضي الله عنه، في الزاوية العلوية، بمستغانم وتلمسان طيلة ثلاث سنوات مُتقطعة (بين 1908 و1910) وهذه قائمة بأهمِ المجرّدين في الزاوية المدنية:
المُجرّدون :
1- سيدي أحمد الزوّاوي (جَزائري الأصل)، رحمه الله، وهو من حَفَظةِ القرآن. تُوفي بالزاوية المدنية سنة 1940. وقد حفظ على يَدَيْه القرآن، الكثير من الفقراء وأبنائهم.
2- سيدي عبد الله الغدامسي (من ليبيا) رحمه الله، كانَ وَليّاً سوّاحاً متفقهاً. توفي سنة 1930.
3- سيدي أحمد الغدامسي، رحمه الله (من نفس العائلة) وابنه محمد، كانا من الصالحين.
4- سيدي المبروك التواتي، رَحمه الله، (من عَين صالح بأدْرار، الصحراء الجزائرية) قدِم الزاوية المدنية سنة 1926، وفيها عاش حتى وفاته 1961، وكان المُجرَّد الأشهر. يؤذن للصلاة ويُحضّر الشاي…
5- سيدي الحاج المولدي زيادية، رحمه الله، السّائق الخاص للشيخ محمد المدني، رحمه الله، رافَقه إلى رحلة الحَجِّ، 1956، وتوفي سنة 1973.
6- الشاوش رابح، رحمه الله، (جزائري الأصل) توفي بالزاوية المدنية في وقت صلاة المغرب، سنة 1925 أثناء عملية التوسعة الأولى للزاوية.
7- سيدي المختار المثلوثي، رَحمه الله، من وادي باجة ، كان كفيفاً. توفي في بداية الثمانينات .
8- سيدي محمد بن علي المَطْماطي، رحمه الله، تجرّد لسنوات ثم عادَ إلى بلدتهِ .
9- سيدي عبد الرّحمن بن مُبارك، رحمه الله، (أخ سيدي محمد بن مُبارك)، تجرّد في زاوية سيدي الناصر – بالسّواسي.
10- سيدي المبروك بن قظوم، رحمه الله، من السّواسي.
11- سيدي علي البَغْدادي، رحمه الله، وكان حافِظاً للقرآن.
12- سيدي الصّادق جليّل بالشيخ، رحمه الله، من مدينة المَحْرص.
13- سيدي الصدّيق بالحاج، رحمه الله (من مدينة حَنشلة- بالجزائر).
14- سيدي صالح الحنْشلي، رحمه الله ( الجزائر ) تَجرّد في السّواسي.
رَحِمهم الله أجمعين، كانوا عُبَادًا صالحين، تَفَرَّغوا لطاعة الله، والسّعي إلى رضاه، وتَجَرَّدوا من الدنيا بما فيها، وأقبلوا على الآخرة لِنيل الحياة الأبديّة ومراميها.
الشيخ محمد منور المدني ون. المدني.
3 أوت 2016.