بل سارِعْ إلى التَّصريح بسَوانِحِ المَحَبَّة والإخاء، فَلَعَلَّكَ، إنْ طالَ الجَفاء ولم تُسْعَدْ باللقاء، لا تَجدُ بعدَ اليومِ رفيقًا تُخبره بأنَّك في الله تُحبُّهُ، وفيه تُجِلُّهُ وتَوَدُّهُ.
فَبادِرْ أُخَيَّ قبلَ أن يَعزَّ الرفيقُ والمُصاحِب، لِنَيْل أسْنَى المَطالبِ لدى العزيزِ الغَالِب، وَصرِّح لَه بما في فُؤادِكَ من رَقائِق الهَوى وتَبارِيحِ الجَوى، ولا تبقِها في غَيابَات السِرِّ والنَّجوى،
فَرُبَّ تَصريحٍ أورثكَ افتخارًا، وتَلميحٍ زادَكَ لَدَيْهِ اعتِبارًا، ورُبَّ رَفيقٍ ذاكرٍ لَن يَجودَ بِمِثلهِ الزَّمان، إلا إنْ رَحَم الرَّحمن، وقَد تَصير الأخوَّةُ في الله حلمًا ومَنامًا، لا حِصْناً ومُقامًا.
أخاك أخاكَ، بادر إلَيهِ، فَهو سَبيلكُ إلى حَبيبك محمدٍ، صلى الله عليه وسلم. ونَبِيَّكَ نبيَّكَ، صلى الله عليه وسلم، سارِع إلَيْه، فَهو مِعراجُكَ إلى الله، تعالى. “إنَّما المُؤمنونَ إخْوَةٌ”.
ن. المدني،
الزاوية المدنية
27 مارس