عقد الشّيخُ هذا الكتاب وختم به جميع الأبواب ليكون كتابه مشتملا على جميع أركان الدّين الإيمان والإسلام والإحسان، فتكلّم في أوّله على الإيمان وجميع ما يجب على المكلّف في حقّ الله وحقّ رسله عليهم الصّلاة والسّلام، ثمّ تكلّم في وسطه على الصّلاة والزّكاة وغيرهما من قواعد الإسلام، ثمّ شرع الآن في الكلام على الإحسان لأنّه الثمرة، وبالنسبة لما تقدّم هو السّنام.
…/…
وقلّةُ العارفين بهذا الفّن لعزّتِهِ، لأنَّ الشَّيءَ إذا عَـزَّ قَـلَّ، ولـذلك قــال تـعالى: ﴿ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾. نَعَم، إنَّهم مَع قلّتِهم، لا تَخلُو الأعصارُ من وُجودِهم….