هَلْ لِمَنْ أهْواه فِي الكَون قَرين

by | القصائد المدنية

Home مؤلفات الشيخ سيّدي محمد المدني القصائد المدنية هَلْ لِمَنْ أهْواه فِي الكَون قَرين

شَطْحَةٌ من الشَّطحَات المُعَتَّقَة، مَنْبَعُها المَقام الإبراهيمي، يَصوغها سيدي الشيخ مُحَمَّد المَدني، رَضيَ اللهُ عَنه، مُعَبِّرًا عن خَالِص التَّوحيدِ. وهذا القَصيد مُسْتَمَدٌّ من قَول الله تعالى: ” فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًاۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)” (الأنعام).

هَلْ لِـمَنْ أهْواه فِي الكَون قَرين * لا وَاللهِ إنَّهُ الحَقُّ المُبين

قالَ لِي البَدْر: اصْطَبِر إنّي أنا * كُنتُ نورًا ظاهراً حقَّ اليَقين

قَالِـت النُّجومُ: نَحنُ فِي الدُّجَى * عَلامَاتٌ جُعِلَتْ للمُهْتَدين

قَالَتِ الشَّمْــــــــسُ ادِّعَاءً: إنَّنِي* قُلتُ إنّي لا أحِبُّ الآفِلينَ

إنَّنِي وَجَّهْتُ وَجْهِــــــــــي للَّذي * فَطَرَ السَّمَواتِ والأَرَضِين

جَعَلَ الشَّمسَ ضِيَاءً وهُــــــدًى * لَمَّا تَجَلَّى ظَاهِرًا فِي المَخْلوقِينَ

كــــــانَ اللهُ وَحْدَهُ قِدْمًا فَــــــلا * يَكونُ غَيْرُهُ عَلَى مَرِّ السِّنِين

لَكِــــنْ تَجَلَّتْ شَمْسُ ذاتِهِ التّي * قَدْ ظَهَرَتْ وَاحِدَةً عَلَى التَّلْوِين

غابَتِ الأَكْـــــــــوانُ فِي ظُهورِهِ * لَيسَ للسِّوى ظُهورٌ للعَيْنَيْن

لَيسَ للسِّـــــــــــوى ظُهورٌ إنَّمَا * وَحْدَهُ اللهُ بَدَا للنَّاظِرين

إنّمَـــــــــــــــــــا اللهُ إلاهٌ واحِدٌ * قَد تَجَلَّى ظاهِرًا في العَالَمين

سيدي الشيخ مُحَمَّد المَدني رضي الله عنه.
تقديم ن. المدني، 27 جويلية 2013