تَعليلُ وَفَاة النبيّ صلَّى الله عليه وسلم.

by | دراسـات

Home كتابات صوفية دراسـات تَعليلُ وَفَاة النبيّ صلَّى الله عليه وسلم.

بسم الله الرحمن الرحيم

ومن فُيوضَات شَيخ شيخنا سيدي العَالِم العلامة سيدي [bleu]الطَّاهر بن عاشور[/bleu]، تَعليلُه لانتهاء أجل المصطفى، صلى الله عليه وسلم، معَ أنه أكرَمُ النَّاس أجْمعين في قوله:

“وإنَّمَا لَم يُؤَخِّر اللهُ أجلَ نَبيِّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، مَعَ أنَّه أشْرَفُ الرُّسل لِحِكَم أرَادَهَا كَمَا دَلّ عَلَيْه قوله: ” [rouge]حَياتي خَيرٌ لكم وموْتي خيرٌ لكم[/rouge]” ، ولعلّ حِكمَةَ ذلكَ أنَّ اللهَ أكملَ الدينَ الذي أرَادَ إبْلاَغَهُ، فَكان إكمالُه يَومَ الحَجِّ الأكبرِ من سَنة ثلاث وعشرين من البعثة، وكان استمرار نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم [bleu]خصِّيصيّة خَصّه الله بها من بين الأنبياء[/bleu]، فَلَمَّا أتَمَّ اللهُ دِينَه [bleu]رَبَأَ (أي ارتَفَعَ) بِرسوله صلى الله عليه وسلم أنْ يَبقى غَير مُتِّصلٍ بنزول الوَحي فنقله اللهُ إلى الاتِّصَال بالرَّفيق الأعلى مباشرةً بلاَ وَاسطةٍ[/bleu]، وقد أشارت إلى هذا سورة “إذا جاء نصر الله” من قوله: “[vert]ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره[/vert] ” [النصر: 1- 3]. (…) وقَد عَوَّضَهُ اللهُ تَعالى بحياةٍ أَعلى وأجلَّ، إذ قال: “[vert]وَرَفَعنَا لَكَ ذكرك[/vert]”، [الشرح: 4]، وبالحياة الأبَديّة العاجلة وهي أنه يَرُدُّ عليه روحَه الزكية كلَّما سلّم عليه أحدٌ فَيَرُدّ عليه السلام كما ثبت بالحديث الصحيح. وإنما سمَّى الحياة رحمةً له ولمن معه، لأن في حياته نعمة له وللناس ما دام الله مقدراً حياته، وحياة المؤمن رحمة لأنه تَكثر له فيها بركة الإِيمان والأعمال الصالحة.”

تفسير التحرير والتنوير، ج, 29، ص 52.

قلت: ” رسول الله، صلَّى الله عليه وسلم، متّصلٌ بربه منذ خلقه، مُبَلِّغ لكلامه أثناءَ حياته، مُتمتعٌ بمشاهدته بعدَ انتقاله، حيّ بإحياء الله له. صلَّى الله عليه وسلم.”