يا طالبَ الوِصال…

Home شعائر التصوف يا طالبَ الوِصال…

ومِن سُنن الطريقة المَدَنيّة المُباركة أنَّها تَخْتم مَجالس الاذكار والأنْوارِ بتَرديد هذا البيتِ ثلاثًا، عَلامَةً على انتهاء الاجتماع والتهيؤ للاستماع إلى المذاكرة الختامية :

[bleu]يا طالبَ الوصالِ من سَيِّدِ العُلى *** إنَّ الوصالَ غالٍ وما غلَى حَلَى [/bleu]

وهو مما يُنْسَبُ إلى سيدي أبي الحسن علي بن عبد الله النميري الششتري الأندلسي أو إلى سيدي شعيب أبي مدينَ الغوث وكلاهما من أرباب الأحوال العالية. وفي اختياره سرٌّ لطيفٌ ذلك أنَّ هَذَا البيتَ خطابٌ لِطالب الوِصال أي الوُصول والقُرب والتأنَّس بجمال الحَقِّ، جلَّ جلالُهُ. فهو تذكيرٌ للفقراء بما يجبُ عليهم لله بعدَ أن مَنَّ عليهم بنعمة الذكر والاجتماع.

ولقد وَرَدَت تسميةُ الله هنا بِسَيِّد العُلَى في تركيب بالإضافَة. وهذا الإسم دالٌّ على مُطلق السُّؤدَدِ والعزَّةِ والربوبيّة. وتسمية الله بالسيد واردةٌ في الحديث الشريف: ” [bleu]السَّيِّدُ اللهُ تباركَ وتعالى[/bleu]”. ولا يستحق أحدٌ أن يوصف بالسيادة المطلقة إلا الله – عزَّ وجلَّ – فالله تعالى هو السيد الكامل السؤدد. وأما غَيره فَيوصَف بسيادة إضافية مثل “سيد وَلَد آدمَ”، صلى الله عليه وسلم.

وقد أضيف اسمُ السيد إلى العُلَى وهو منَ المعاني المُشْتَقَّة من اسم الله العَليّ الوارد في آية الكرسيّ “[bleu]وهوَ العليُّ العظيم[/bleu]”. وسَيدُ العُلَى هو الحقّ تبارك وتعالَى لِمُطلَق سُؤدَده وعظيم رِفعتِه، في تنزهّه عن مُشَابَهة المخلوقات وتقدسه عن مُضاهَاتها.

وبعد ذلك يأتي نَصّ الخِطاب وهو تذكيرٌ لطيف مُذَيَّلٌ بحكمة مَفادها أنَّ القربَ والوَصلَ هو أغلى وأعلى ما تصبو إليه الأنفس الزكيّة وأفضل ما تسمو إليه الهِمَمُ كما قال الشاعرُ:

[bleu]مَن فَاته منكَ وَصلٌ حَظُّه النَّدَم *** ومَن تَكن هَمَّه تَسمو به الهِمَمُ.[/bleu]

وَيَنْتَهي البيت بالقول إنَّ كلَّ ما هو غالٍ في عالم الأرواح ونفيس فيها فهو جَديرٌ بأن تبذلَ فيه نفائس الأرواح والأموال. وفي هذا الكلام اللطيف دعوة إلَى المجاهدة لتطلُّب المَعالي وحثٌّ على السير إلى الله لأنه أكمل مَن سمت إليه الهممُ وأعظمُ مَا يُعاشُ لأجله. ونتيجة ذلك السعي إنما هي حلاوة الإيمان مِصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: ” [bleu] ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسولُهُ أَحَبَّ إليه مما سِوَاهما، ويُحِبَّ المرء لا يُحِبُّهُ إلا لله، وأن يَكْرَهَ أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقْذَفَ في النار[/bleu]”.

يا طالب الوصاليا طالب الوصال

الشيخ محمد المدني يتحَدّث عن الَقدَر

"عَلَى العاقِل إلاّ أن يَعترفَ بإحاطة القَدَر بِكُلّ فعلٍ من أفعال البَشَر، وتلكَ حكمة الله في خلقه لجميع الكائنات، قامَ بها ناموس الوجود، فَجَعل الخلقَ قِسمَين: مُمْتَثلٍ للمَأمورات، ومُرتَكب للمَنهيات، ليَكون الجزاءُ نَوعَيْن: نَعيمٌ وعقابٌ و﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ...

الأصول الدينية في شرح الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة

تمهيد في العشريّة الأولى من القَرن العشرين، نَظَم الشّيخ أحمد العلاوي (1869-1934) قصيدةً تتألّف من أَلفِ بيتٍ، على بَحر الرَّجَزِ، وسَمّاها : “الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة “. وكان الغَرَضُ منها ذكرَ أهَمّ...

الشيخ سيدي محمد المدني يذاكر في تَربية الصغار على مَجالس الذكر

أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم 1. "أمَرَ الشّيخ (العلاوي) بإحضارهم، أي: أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم، لِيَتَعلّمُوا الآدابَ كُلَّهَا، كالحَياء لأنّه خير كلّه وهو من الإيمان، والمُروءَةَ، وهي من أفضل زينةِ الإنْسان،...

المولد النبوي لابن عاشور

1- الحَمدُ للهِ الذي أطْلعَ للنَّاسِ في ظُلمَة الضَّلالَةِ بدرَ الهُدى، وبلَّ بِغَيْثِ الرَّشادِ المُحَمَّدِيِّ ما لَحِقَ طينَةَ قُلوبِهم مِن صَدَا، ورَفعَ قَدْرَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وأعْلَى مَقامَه، وبعثَهُ رَحْمَةً للعالمين في الدُّنْيا وَعَرَصاتِ القِيامَة، وأمرَ...

مقدمة لكتاب الاعتقاد معينة لقارئها على المراد

وَحُكْمُنا العَقْلـي قَضيَّةُ بـلا * وَقْفِ على عادةٍ أو وَضْعِِ ِ جَـــــــــــــــلاَ أقسامُ مُقْتضَاهُ بالحَصْرِ تُـمَازْ * وَهْيَ الوُجوبُ الاسْتِحالَةُ الجَوازْ فواجب لا يَقْبَلُ النَّفْيَ بِحالْ  * وما أبىَ الثُّبوتَ عَقْلاَ َ المُحَـالْ وجائزاَ َ ما قبَلَ...

شَرْح حَديث حَنظلَة: ساعَةٌ وساعَة

[ar]الشيخ محمد المدني[fr]Cheikh-al-Madani نَتشرَّف بتقديم رسالة اللحظة المُرْسَلَة على حديث حَنظَلَةَ، رَضيَ الله عنه، وفي هذا الكتاب الذي ألَّفَه الشيخ سيدي محمد المدني، قَدَّسَ الله روحَه، يظهَر علمه الجمّ في مَجال الحديث روايَةً وشرحًا ودرايةً. كما تظهر رقة أفهامه...

مختارات مدنية

[:fr]تهدفُ هذه المُختارات إلى إعْطاء صورَةٍ صادقة، وهذه وَظيفة المُختارات، عن عُمق الرّجل وأصالة مُقارَبَته، ومن ثَمَة إلى الحَثّ على مُطالَعَة سائر ما كَتَبَ والعودَة إلى رصيدِهِ الثّري الذي يتوزّع على ما يقارب الخَمسَةَ عَشرَ تأليفًا، شَملت كافّة فروع المَعرفة الإسلاميّة.
وبما أنّ هذا التُّراثَ لم يُترْجم بَعدُ إلى الفرنسية،[:]