من مذاكرات السواسي

Home مؤلفات الشيخ سيّدي محمد المدني المذاكرات من مذاكرات السواسي
الشيخ محمد المدني والشيخ المنور المدني

الشيخ محمد المدني والشيخ المنور المدني

بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم مذاكرة شفوية وقعت بالسواسي في سنة 1951 تقريبًا.

1. “بينما أخونا في الله، الشيخ سيدي منور، حَفظه الله، كان يَسرد في كتاب “السَّمير المُهذب” في بَيان الأخلاق الحميدة، إذ قرأ حكايةً ذَكرها صاحب الكتاب صورتها:

2. خَرج بَهرام المَلك يوما للصَّيد، فانفرَدَ عن أصحابه فرأى صيدًا، فَتَبعه حتى بَعُدَ عَن عَسكره، فَنَظر إلى راعٍ تَحت شَجَرَة، فنزل لقضاء حَاجةٍ، وطلب من الراعي أن يحفظَ الفَرَسَ. فَعَمَد ذلك الراعي إلى العَنان، وكان مُلبَسًا بالذهب، فَقَطع أطراف اللجام، المُلَبَّس بالذهب، مُستغفلاً صاحبَه، فرفع بهرام طرفه فَنظر ما هو فاعلٌ، فغَضَّ طَرَفَهُ، وأطرق إلى الأرض، وأطالَ الجلوسَ، حتى أخذ الرجل متاعَه، ولما انتهى وَضَعَ يَديه على عينيه تغاضيًا عن تلك السرقة، وسترًا لِزَلته إظهارًا للعفو.

3. وقال للراعي: قَدِّم إليَّ فرسي، فَإني لا أقدر على فتح عينيَّ لأن الريح ملأتهما ترابًا، فَقَدَّمه إليه، فَركبَ، وسارَ إلى أن وَصَلَ إلى عَسكره، فقال لأحد خواصه: لا تتهموا أحدًا في ذَهب اللجام، فإنِّي قَد وَهبته”.

4. فأعجبتِ (القصة) الفقراءَ الحاضرين، ورَأوْا ذلكَ من كَمَال الرجولة والإسراف في العفو، فأجاب شَيْخُنا (سيدي محمد المدني)، زادَه الله سرًا:

5. [rouge]وإن كانتِ الحكايةُ في نفسها لطيفةً، إلا أنها ليست جاريةً على الآداب الإسلامية، التي هي الغاية القُصوى في مكارم الأخلاق، إذ الرضا بالسرقة تَحريضٌ على معاودتها، وإقامة الحدِّ، أو التذكير والوَعظ أدْعى لقطع تلك الجرثومة، وتَطهيرِ النفس منها، وأردَع لِمن تحدثه نفسُه بارتكاب مِثلها، فإذا نَبَّهَهُ أو وَعَظه ثم عفا عنه، لكان أقرَبَ للتقوى، والله ولي التوفيق. وهذه المذاكرة كانت قبيلَ منتصف النهار.[/rouge]

من كنش سيدي الحاج حسن الهنتاتي، رحمه الله.
تحقيق. ن. مدني 31 أكتوبر 2017.

الشيخ محمد المدني يتحَدّث عن الَقدَر

"عَلَى العاقِل إلاّ أن يَعترفَ بإحاطة القَدَر بِكُلّ فعلٍ من أفعال البَشَر، وتلكَ حكمة الله في خلقه لجميع الكائنات، قامَ بها ناموس الوجود، فَجَعل الخلقَ قِسمَين: مُمْتَثلٍ للمَأمورات، ومُرتَكب للمَنهيات، ليَكون الجزاءُ نَوعَيْن: نَعيمٌ وعقابٌ و﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ...

الأصول الدينية في شرح الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة

تمهيد في العشريّة الأولى من القَرن العشرين، نَظَم الشّيخ أحمد العلاوي (1869-1934) قصيدةً تتألّف من أَلفِ بيتٍ، على بَحر الرَّجَزِ، وسَمّاها : “الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة “. وكان الغَرَضُ منها ذكرَ أهَمّ...

الشيخ سيدي محمد المدني يذاكر في تَربية الصغار على مَجالس الذكر

أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم 1. "أمَرَ الشّيخ (العلاوي) بإحضارهم، أي: أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم، لِيَتَعلّمُوا الآدابَ كُلَّهَا، كالحَياء لأنّه خير كلّه وهو من الإيمان، والمُروءَةَ، وهي من أفضل زينةِ الإنْسان،...

المولد النبوي لابن عاشور

1- الحَمدُ للهِ الذي أطْلعَ للنَّاسِ في ظُلمَة الضَّلالَةِ بدرَ الهُدى، وبلَّ بِغَيْثِ الرَّشادِ المُحَمَّدِيِّ ما لَحِقَ طينَةَ قُلوبِهم مِن صَدَا، ورَفعَ قَدْرَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وأعْلَى مَقامَه، وبعثَهُ رَحْمَةً للعالمين في الدُّنْيا وَعَرَصاتِ القِيامَة، وأمرَ...

مقدمة لكتاب الاعتقاد معينة لقارئها على المراد

وَحُكْمُنا العَقْلـي قَضيَّةُ بـلا * وَقْفِ على عادةٍ أو وَضْعِِ ِ جَـــــــــــــــلاَ أقسامُ مُقْتضَاهُ بالحَصْرِ تُـمَازْ * وَهْيَ الوُجوبُ الاسْتِحالَةُ الجَوازْ فواجب لا يَقْبَلُ النَّفْيَ بِحالْ  * وما أبىَ الثُّبوتَ عَقْلاَ َ المُحَـالْ وجائزاَ َ ما قبَلَ...

شَرْح حَديث حَنظلَة: ساعَةٌ وساعَة

[ar]الشيخ محمد المدني[fr]Cheikh-al-Madani نَتشرَّف بتقديم رسالة اللحظة المُرْسَلَة على حديث حَنظَلَةَ، رَضيَ الله عنه، وفي هذا الكتاب الذي ألَّفَه الشيخ سيدي محمد المدني، قَدَّسَ الله روحَه، يظهَر علمه الجمّ في مَجال الحديث روايَةً وشرحًا ودرايةً. كما تظهر رقة أفهامه...

مختارات مدنية

[:fr]تهدفُ هذه المُختارات إلى إعْطاء صورَةٍ صادقة، وهذه وَظيفة المُختارات، عن عُمق الرّجل وأصالة مُقارَبَته، ومن ثَمَة إلى الحَثّ على مُطالَعَة سائر ما كَتَبَ والعودَة إلى رصيدِهِ الثّري الذي يتوزّع على ما يقارب الخَمسَةَ عَشرَ تأليفًا، شَملت كافّة فروع المَعرفة الإسلاميّة.
وبما أنّ هذا التُّراثَ لم يُترْجم بَعدُ إلى الفرنسية،[:]