الـمُـآخَاةُ بَيْنَ الـمُسْـلِـمِيـنَ

Home شعائر التصوف الـمُـآخَاةُ بَيْنَ الـمُسْـلِـمِيـنَ

بِسْمِ اللهِ الّرَّحْمَنِ الرَّحِيم

الـمُآخَاة بَين الفقراء فضيلةٌ سلوكية مستمدَّةٌ مِن السنّة النَّبويَّة الـمُطهّرة. وَالغَرَضُ منها تقوية أَوَاصر الـمَحَبَّة بين الفقراء الـمُآخَى بَينَهُم. فهي عَلاَقَةٌ ربَّانيّةٌ وَأُخوّةٌ في اللهِ روحيّةٌ تُحْيِى القُلوبَ وَتَرفَعُ الدَّرَجَات وَتُعينُ عَلَى الطَّاعَات. وَفِي هَذه العجالة يَعرض أحد الفقراء مُستَنَد الـمُآخَاة من السيرة النبويَّة الـعَطِرة.

آخَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عََليْهِ وَسَلَّمَ َبيْنَ المُسْلِمينَ في مُنَاسَبتَيْنِِ اثنتيْن، فَكَانَتِ الـمُآخَاةُ الأولَى بَيْنَ المُهَاجِرِينَ بَعْضِهِمْ البَعْض قَبْلَ الهِجْرَة عَلَى الحَقِّ وَالـمُوَاسَاةِ : حَيْثُ آخَى بَيْنَ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقْ وَعُمَرَ بِنِ الخَطَّاب وَبَيْنَ حَمْزَةَ بِنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَزَيْد بن حَارِثَة وَبَيْنَ عُثْمَان بن عَفَّان وَعَبْدِ الرَّحْمَان بن عَوْف وَبَيْنَ الزُبَيِّرْ بن العَوَّام وَعَبْدِ الله بن مَسْعُود وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدَة بن الحَارِثْ وَبِلال بن رَبَاح وَبَيْنَ ُمُصْعَب بن عُمَيِر وَسَعْدٍ بن أَبِي وَقَّاص وَبَيْنَ عُبَيْدَة بن الجَرَّاح وسَالِم مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَة وَبَيْنَ سَعْدٍ بن زَيْد وَطَلْحَةَ بن عَبْد اللهِ
وَبَيْنَ عَلِيٍّ بن أَبِي طَالِب وَنَفْسِـه صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ.

فقد وَرَد عَنْ أَبِي إِسْحَاقٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا آخَى بَيْنَ الصَّحَابَة بَقِيَ عَلِيٌّ، فَقَالَ صَلَّى الله عَليْهِ وَسَلَّمَ:”أَمَا تَرْضَى أَنْ أَكُونَ أَخاكَ“. قَالَ:”بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ رَضِيتُ”. فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ:”فَأَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة“.

وَلَمَّا استقرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ بِالمَدِينَة المُنَوَّرَة آخَى بَيْنَ المُهَاجِرِينَ وَالأنْصَار عَلَى المُسَاوَاةِ وَالحَقِّ فِي دَارِ أَنَس بن مَالِك وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ بِنَائِه الـمسْجِدَ النَّبَويَّ الشَّريفَ.

فَكَانَ الصَّحَابَة يَتَوَارَثُونَ تِلْكَ المُآخاة دُونَ القرابة حَتَّى نَزَلَت في وَقْعَة بَدر آية :”و ُأْولوا الأَرْحام بَعْضُهُم أَولَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ“. سُورَةُ الأنْفَال الآيَة 76 فَنَسَخت ذَلِكَ.

قَالَ ابنُ إسحاق:” آخَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ الـمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَار.”

فَقَالَ :”تَآخَوْا فِي اللهِ أَخَوَيْنِ أَخَوَيْنِ.”

فَكَانَ عَبْدُ الله بن مَسْعُود وَمُعَاذ بن جَبَل أَخَوَيْن وَأَبُو بَكْر الصِّدِيق وَخَارِجَة بن زَيْدٍ بِن أَبِي زُهَيْر أَخَوَيْن وَعُمَر بن الخَطّاب وَعُـتبَان بن مَالِك أَخَوَيْن وَأُبو عُبَيْدَة بن الجَرَّاح وَسَعْد بن مُعَاذٍ أَخَوَيْن وعَبْد الرَّحْمن بن عَوْف وَسَعْدٍ بن الرَبِيع أَخَوَيْن وَالزُّبَيّر بن العَوَّام وَسَلْمَة بن سَلامة بن وَقْش أَخَوَيْن وَعُثمَان بن عَفّان وَأَوْس بن ثَابِت بن المُنْذِر أَخَوَيْن وَطَلْحَة بن عُبَيدِ اللّه وَكَعْبٍ بن مَالِك أَخَوَيْن وَسَعِيد بن زَيْد وَأُبَيْ بن كَعْب أَخَوَين ومُصْعَب بن عُمَير وَأَبو أَيّوُب خَالِد بن زَيْد أَخَوَيْن وأَبو حُذَيْفَة بن عُتْبَة وَعُبَاد بن بشر أَخَوَين وَعَمّار بن يَاسِرٍ وحُذَيْفة بن اليَمَان أَخَوَيْن وَسَلْمَان الفَارِسِي وَأَبو الدَّرْدَاء أَخَوَيْن وَبِلال بن رِبَاح وَأبو رُوَيْحة عَبْدُ اللَّه بن عَبْدُ الرَحْمّن الخَثْعَمِي أَخَوَيْن وَعَبْد اللّه بن جَحْش وَعَاصِم بن ثَابِت أخَوَيْنِ وعُتَبَة بن غَزْوان وَأَبو دُجَانَة أخَوَيْنِ وعُثْمَان بن مَظْعُون وأَبو الهَيْثِم بن التَيْهان أَخَوَيْنِ.

وكذلك دَأَبَ الشيخ سيدي مُحمّد المدني على المآخَاة بين الفُقَرَاء وَسَارَ عَلَى نَهجه سيدي الشيخ مُحمد المنور المدني إعلاءً لِهِمَمِ الفقراء وتقويةً لأواصر الـمَحبَّة بينهم. نَسأَل الله أن يتقبَّلَ مِنا أخوَّتَنَا الربَّانيةَ الطَّاهرَةَ ويَجمع قلوبَنَا بالكلية عَلَيهِ. آمين.

المولد النبوي لابن عاشور

1- الحَمدُ للهِ الذي أطْلعَ للنَّاسِ في ظُلمَة الضَّلالَةِ بدرَ الهُدى، وبلَّ بِغَيْثِ الرَّشادِ...

مِن نَفحاتِ المَولِدِ النبويِّ

المَولد النبويُّ مُناسَبَةٌ مُحمديَّةٌ زاهرة، ويَومٌ من أيَّامِ الله الباهرة... تَحياهَا القلوبُ...

عَشْرَةُ دَواعٍ للاحتِفَال بِالـمَولِد النَّبَويِّ الشَّريف

الاحتِفَال بِالـمَولِد النَّبَويِّ الشَّريف في الاحتِفَال بِذِكْرى مَولِدِ الرَّسولِ الأعْظَمِ،...