مُفَضَّلٌ صلى الله عليه وسلم

1. ومِن أسْمائه الشَّريفة، صَلَّى الله عليه وسَلَّم، مُفَضَّلٌ، (بفتح الضَّاد، على صيغة اسم المَفعولٍ) بمعنى المُبَجَّل، الذي أوثر على غيره، فَالله، تعالى، فَضَّل سيدنا مُحمدًا، صلى الله عليه وسلم، عَلَى جَميع العَالمين، إنْسِهم وجِنِّهم، وخُصوصًا الأنبياء والمرسلين، والملائكة عليهم السلام.

2. ولا خلاف في هذا التفضيل الرباني بينَ العلماء. على أنَّ خاصية التفضيل التي أكْرمَ الله به نَبيَّه، عليه الصلاة والسلام، لا يَعلم حَقيقتها إلاَّ اللهُ تعالى، ولم يطلع على كنهها سواه. يَقول، عليه الصلاة والسلام: “يا أبَا بَكْرٍ، والذي بَعَثَني بالحَقِّ، لَم يَعلمني حَقيقَةً غَيرُ ربي، فَاعرِفْ ذَلك.

3. ومن أجل هذه الأفضلية، سَألَ أولو العزم من الرسل، مثلَ سَيِّدنا إبراهيم وسيدنا موسى عليهما السلام، اللهَ سبحانَه وتعالى، أن يَجعلهم من أمته، يقول الله تعالى في الذكر الحكيم: “تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ”، (البقرة: 253)، صَدق الله العظيم.

4. وورد في السنة النَّص على أنه صلى الله عليه وسلم أفضل البشر وسيد ولد آدَمَ، رَوى مسلم (4223) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ“، وقد فهم العلماء من هذا النص وغيره من النصوص الواردة في فضائل نبينا صلى الله عليه وسلم أنه أفضل الخلق .قال الإمام النووي رحمه الله في “شرح صحيح مسلم” : وهذا الحديث دليل لتفضيله صلى الله عليه وسلم على الخلق كلهم ، لأن مذهب أهل السنة أن الآدميين أفضل من الملائكة ، وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الآدميين وغيرهم” انتهى.

5. ولا خلافَ بين العلماء في أفضليَّة سيدنا محمد عَلى جَميع الخلائق. يقول الناظم:

وأفضل الخلق على الإطلاق *** نبينا فمل عن الشقاق

6. وقد فُضِّلَ، عليه الصَّلاة والسلام، في الدنيا بِحَمل كلامِ الله، وتبليغِ الناس عَنه مرادَه ومُقتَضاه، والدعوة إلى عِبادَتِه والغيبة في أنوار سَناهُ. وفُضِّل في الآخرة بعزِّ الشَّفاعة في نَهَارِ الحِساب، وحَمْل اللواء المحمود بَيْنَ يديْ عَظيمِ الجَنَاب، والفَوز من الجَنَّة بالرفيق الأعلى قربَ رَبِّ الأرْبابِ.

الشيخ محمد المنور المدني
24 فيفري 2017

الشيخ محمد المدني يتحَدّث عن الَقدَر

"عَلَى العاقِل إلاّ أن يَعترفَ بإحاطة القَدَر بِكُلّ فعلٍ من أفعال البَشَر، وتلكَ حكمة الله في خلقه لجميع الكائنات، قامَ بها ناموس الوجود، فَجَعل الخلقَ قِسمَين: مُمْتَثلٍ للمَأمورات، ومُرتَكب للمَنهيات، ليَكون الجزاءُ نَوعَيْن: نَعيمٌ وعقابٌ و﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ...

الأصول الدينية في شرح الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة

تمهيد في العشريّة الأولى من القَرن العشرين، نَظَم الشّيخ أحمد العلاوي (1869-1934) قصيدةً تتألّف من أَلفِ بيتٍ، على بَحر الرَّجَزِ، وسَمّاها : “الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة “. وكان الغَرَضُ منها ذكرَ أهَمّ...

الشيخ سيدي محمد المدني يذاكر في تَربية الصغار على مَجالس الذكر

أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم 1. "أمَرَ الشّيخ (العلاوي) بإحضارهم، أي: أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم، لِيَتَعلّمُوا الآدابَ كُلَّهَا، كالحَياء لأنّه خير كلّه وهو من الإيمان، والمُروءَةَ، وهي من أفضل زينةِ الإنْسان،...

المولد النبوي لابن عاشور

1- الحَمدُ للهِ الذي أطْلعَ للنَّاسِ في ظُلمَة الضَّلالَةِ بدرَ الهُدى، وبلَّ بِغَيْثِ الرَّشادِ المُحَمَّدِيِّ ما لَحِقَ طينَةَ قُلوبِهم مِن صَدَا، ورَفعَ قَدْرَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وأعْلَى مَقامَه، وبعثَهُ رَحْمَةً للعالمين في الدُّنْيا وَعَرَصاتِ القِيامَة، وأمرَ...

مقدمة لكتاب الاعتقاد معينة لقارئها على المراد

وَحُكْمُنا العَقْلـي قَضيَّةُ بـلا * وَقْفِ على عادةٍ أو وَضْعِِ ِ جَـــــــــــــــلاَ أقسامُ مُقْتضَاهُ بالحَصْرِ تُـمَازْ * وَهْيَ الوُجوبُ الاسْتِحالَةُ الجَوازْ فواجب لا يَقْبَلُ النَّفْيَ بِحالْ  * وما أبىَ الثُّبوتَ عَقْلاَ َ المُحَـالْ وجائزاَ َ ما قبَلَ...

شَرْح حَديث حَنظلَة: ساعَةٌ وساعَة

[ar]الشيخ محمد المدني[fr]Cheikh-al-Madani نَتشرَّف بتقديم رسالة اللحظة المُرْسَلَة على حديث حَنظَلَةَ، رَضيَ الله عنه، وفي هذا الكتاب الذي ألَّفَه الشيخ سيدي محمد المدني، قَدَّسَ الله روحَه، يظهَر علمه الجمّ في مَجال الحديث روايَةً وشرحًا ودرايةً. كما تظهر رقة أفهامه...

مختارات مدنية

[:fr]تهدفُ هذه المُختارات إلى إعْطاء صورَةٍ صادقة، وهذه وَظيفة المُختارات، عن عُمق الرّجل وأصالة مُقارَبَته، ومن ثَمَة إلى الحَثّ على مُطالَعَة سائر ما كَتَبَ والعودَة إلى رصيدِهِ الثّري الذي يتوزّع على ما يقارب الخَمسَةَ عَشرَ تأليفًا، شَملت كافّة فروع المَعرفة الإسلاميّة.
وبما أنّ هذا التُّراثَ لم يُترْجم بَعدُ إلى الفرنسية،[:]