لَمَّـا بَدَا الْخَمْـرُ الْقَدِيـمْ

Home مؤلفات الشيخ سيّدي محمد المدني القصائد المدنية لَمَّـا بَدَا الْخَمْـرُ الْقَدِيـمْ

لَمَّــا بَدَا الْخَمْـرُ الْقَدِيــــــمْ * وَفَـاضَ الْكَـأْسُ بِالشَّــرَابْ
تَلاَشَى الْحَـادِثُ الْعَدِيــــمْ * فَكَــــانَ يُشْبِهُ السَّــــــرَابْ
وَظَهَـرَ الْفَيْـــــضُ الْعَظِيـــــمْ * لَــــــمَّـاتَمَـزَّقَ الْحِجَـــــاب
هَـــذَا الْوُجُــودُ يَـا مُرِيــــــــدْ * مِـنْ خَمْـرَةِ الــذَّاتِ ظَهَـرْ
تَجَـلَّـتْ أَسْــــرَارُ التَّوْحِيــــدْ * فَهْـيَ الْـــــمُؤَثِّـــر وَالْأَثَــــرْ
وَالْوِحْدَانِيَّـــــــةُ تُفِيــــــــــــــدْ * فَنَــــــــــاءَ سَائِــــــرِ الْــــبَشَرْ
فَهَـلْ لِلْكَـوْنِ مِنْ وُجُــــــــودْ * إِذَا تَجَـــــــــلَّتِ الْأَنْــــــوَارْ
تُمْحَى الرُّسُومُ وَالْحُـــــــدُودْ * فِــي ذَاتِ الْوَاحِـدِ الْقَهَّارْ
فَغَيْــــرُ وَجْهِــــــــهِ مَفْقُــــــودْ * خَيَــــــــالٌ مَمْحُــوَ الْآثَــارْ
وَإِنْ تُرِدْ مَعْنَى الظُّهُــــــــورْ * وَكَشْـــفَ بَاطِـنِ الْأُمُــــورْ
فَاخْـرُقْ كَثَائِـفَ السُّتُـــــــورْ * وَاقْــــرَأْ مَاتَحْمِـلُ السُّطُـورْ
تَـرَى بِالْعَيْـنِ نُورَ النُّــــــــــورْ * هُــــــوَ الظُّـرُوفُ وَالدُّهُـــورْ
وَهْوَ الْأَقْمَـارُ وَالشُّمُـــــوسْ * وَهْــــــوَ النُّجُــومُ النَّائِـــراتْ
وَهْــوَ الثِّمَـارُ وَالْغُــــــــرُوسْ * وَهْـــــوَ الْجِبَـالُ الرَّاسِيَــاتْ
تَجَـلَّتْ حَضْرَةُ القــــدُّوسْ * فِي الأَرْضِ وَفِي السَّموَاتْ
بِكُـــــلِّ شَـيْءٍ ظَهَـــــــــرَتْ * فَمَــا عَلَيْـهَا مِنْ حِجَــابْ
وَبِالظُّهُـــــــورِ بَطَــــــــــــنَتْ * عَـــنِ الْعُقُـولِ وَالْأَلْبَــــابْ
جَمْــــعُ الْعَوَالِــمِ فَــــنَـــــتْ * وَالْكُلُّ فِي مَعْنَـاهَا غَـابْ
مَــــا ثَمَّ أَحَــــــدٌ سِـــــــوَاكْ * وَالْغَيْـرُ فِي الْعَـدَمْ مُحَــازْ
أُنْــظُـرْ لِذَاتِـــــكْ وَمَعْنَــــاكْ * وَافْهَـــمْ مَعَانِـــي الْأَلْغَـــازْ
الـوَاحِــــــدُ هَـــــــــذَا وَذَاكْ * حَقِيقَـــــــــةٌ بِـــلاَ مَجَـــــازْ
وَالْعَــلاَوِي تَاجُ الْعَـــــرُوسْ * أُسْتَاذُنَــــــا غَوْثُ الزَّمَــــانْ
مِفْتَـاحُ حَضْرَةِ الْقُـــــدّوسْ * كَنْـزُ الْمَعَانِـــي وَ الْعِـرْفَانْ
بِذِكْـرِهِ تَحْيَى النُّفُـــــــــوسْ * وَتَصْلُــحُ كُــــلُّ الْأَبْــــدَانْ
وَالْمَدَنِي يُهْدِي السّــــلاَمْ * إِلَـى النَّبِـــــيءِ الْمُصْطَفَـى
وَالْآلِ وَالصَّحْـبِ الْكِــرَامْ * ذَوِي الْعُهُـــــودِ وَالْوَفَـــــــــا
هَـذَا وَقَدْ تَــمَّ النِّظَــــــــــامْ * وَاللهُ حَسْبِــــــي وَكَفَـــــى

ديوان أنيس المريد في التصوف والتوحيد

ديوان أنيس المريد في التصوف والتوحيد في ثنايا هذا الدّيوان...

هيا يا الإخوان

قَصيدة "هيّا يا الإخْوان"، من تأليف سيدي محمد المدني، رضيَ الله عنه، وهي من الشعر القليل الذي...

لَقد تَأدَّبْتُ والتَّأدُّب شِيمَتي

وَثيقة تاريخية نَيِّرة، تُصور مشهدًا إيمانيا رائعا، حيث التقى عالِمان جليلان: الشيخ محمد المدني...