قَد أشْرَق البَدرُ المُنير

Home مؤلفات الشيخ سيّدي محمد المدني القصائد المدنية قَد أشْرَق البَدرُ المُنير

قَصيدَةٌ مَجهولَة، ولكنَّها بالمعاني الراقية مَأهولة، تَكشف حقائق الإسْعاد وآيات الوداد، بين الشيخ أحمد العلاوي (1874-1934)، نَوَّرَ الله ضَريحَهُ، ومريدِه الشيخ محمد المدني (1888-1959) رضي الله عنه، الذي حَبَّرَ لَه هذه القصيدة، لِيُهَنِّئَه بحلولٍ سَنَة هجرية جَديدة. وقَد ضَمَّنها مَشاعرَ تَقديرِه ومَحبته لِشَيخه، في أسلوب لطيفٍ ومأخذٍ شريف. وبالنظر إلى أسلوب القصيدة، نُرَجِّح أنَّها كتبت في بداية العِشرينات. رَحمَ الله الشيخين وجَعَلَهما مَنَارَتَيْ هُدًى إلى يوم الدين.
يقول:

قَد أشْرَق البَدرُ المُنير في الدُّجَى * ولاحَ البَــــــرْقُ في السَّماء أبْرُجَا

وبَانَ كَــوكبُ الأفْــرَاح والهَنَــــــــا * يَفْتَرُّ عَن دُرِّ السُّـــــرور أثْـــــلَجَا

واكتَحَلَت عَيني بِحُسْن ذَاتِ البَهَا * حَتَّى غَشاها نُوره أضْحى أسْرُجا

فَقام قَلبي ســــــائلاً: مَن ذَا الذي * غادَرَنِـــــي مُحَيِّرًا مُؤَجِّــــــــــجًا

أجـــــــابَ حَالُ الكَون عَنه مُعْلِنًا * عـــــــــامٌ جَديدٌ بِالهَـــــــنا تَبَرَّجَا

فَقُـــــــــم عَلى الأقْدَام، حَيِّ قُطْبَهُ * فَهــــــو الذي لِهَذا العَصْـرِ مَثلَجًا

هَــــــــــذا الذي بهِ استَنَارَ دَهرُنا * فَكـــــــان مِن طَلعَتِـــــــه مُبْتَهجًـا

غَـوْثٌ، كَريمٌ، يَشْرَح صَدرَ الذي * أتَـــــــــاهُ للفَتْح الكَبيـــــر قَد رَجَا

فَكَم قُلــــــــــــوبٍ صَدَأت صَقَلَها * ثمَّ سَقَــــــــــــاها سَلسبيلاً أثْلَـــجَا

وكَـــــــــمْ أرْواحٍ مَدَّها مِن فَيْضِه * ثــــــــــمَّ كَسَــــــــاها حُلَّةً وتَوَّجَا

وكَـــــم مِن عُقولٍ أصْبَحَت مُنيرَةً * لَمــــــــا أهْدَاهَا نَفْحًا قَد تَــــأَرَّجَا

وكَــم هَدَى إلى الصِّرَاط المُستَقيم * مِــــــــــــن فُؤَادٍ حَائِدٍ ومِن حِجًى

وكَـــــــــم مُريدٍ مِن رَحيق شُرْبِه * قَـــــــــــدْ زَجَّه في الوَحْدَة وَأوْلَجَا

ذلـــــــــكَ الإمامُ، شَأنه في نَظْرَةٍ * يُـــــــــــؤتِي المُريدَ حِكَمًا وحُجَجًا

يُؤتــي المُريدَ ما يَرجو وفَوقَ ما * يَـــــــــــرْجُوهُ، فَهو مَلْجَأ ومُرتَجى

فَيَـــــــــــــــــومٌ مَعَهُ كَألْف سَنَةٍ * إن لَـــــــــــم أقُلْ: يَفوقُ ألفًا حِجَجًا

فَهــــــــــــــــو رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ بَيْنَنَا * شَفيــــــــــــــــــعُ قِرنِه إذا تَحَرَّجَا

لِله يَـــــــــــــــــا إمَامي أنتَ وَبِهِ * فَالقَــــــــولُ مِنكَ قُولُهُ، لَن يَخْرُجَا

أنتَ وَلـــــــــيٌّ، نائبٌ عن فاعلٍ * كَــــــــــــــــلَّ لِسانِ حَقِّهِ أنْ يَلهَجَا

فَاهْنَــــــــــــــــأ بعامٍ مُقْبِلٍ أيَّامَهُ * تَحْيَــى بِها مَسرورًا، لَيسَ مُزْعَجًا

تَحْيَــــــــــــــى لِمثله ومِثل مِثلهِ * عَامًــــــــــــــــا جَديدًا بِالهَنا تَبَرَّجَا

يا أيُّهـــــــا العَلاوي يا مَن مَجْدُهُ * فَـــــــــــوْقَ الثُّرَيَّا قَد سَمَا وَعَرَّجَا

فَعَبْـــــــدُكَ المَداني يَرْجُو وَصْلَه * فيمــــــــــا قَريبٍ مِنْكُمْ كَيْ يَنْفَرِجَا

تحقيق: ن. المدني.
8 أكتوبر 2016,

الشيخ محمد المدني يتحَدّث عن الَقدَر

"عَلَى العاقِل إلاّ أن يَعترفَ بإحاطة القَدَر بِكُلّ فعلٍ من أفعال البَشَر، وتلكَ حكمة الله في خلقه لجميع الكائنات، قامَ بها ناموس الوجود، فَجَعل الخلقَ قِسمَين: مُمْتَثلٍ للمَأمورات، ومُرتَكب للمَنهيات، ليَكون الجزاءُ نَوعَيْن: نَعيمٌ وعقابٌ و﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ...

الأصول الدينية في شرح الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة

تمهيد في العشريّة الأولى من القَرن العشرين، نَظَم الشّيخ أحمد العلاوي (1869-1934) قصيدةً تتألّف من أَلفِ بيتٍ، على بَحر الرَّجَزِ، وسَمّاها : “الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة “. وكان الغَرَضُ منها ذكرَ أهَمّ...

الشيخ سيدي محمد المدني يذاكر في تَربية الصغار على مَجالس الذكر

أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم 1. "أمَرَ الشّيخ (العلاوي) بإحضارهم، أي: أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم، لِيَتَعلّمُوا الآدابَ كُلَّهَا، كالحَياء لأنّه خير كلّه وهو من الإيمان، والمُروءَةَ، وهي من أفضل زينةِ الإنْسان،...

المولد النبوي لابن عاشور

1- الحَمدُ للهِ الذي أطْلعَ للنَّاسِ في ظُلمَة الضَّلالَةِ بدرَ الهُدى، وبلَّ بِغَيْثِ الرَّشادِ المُحَمَّدِيِّ ما لَحِقَ طينَةَ قُلوبِهم مِن صَدَا، ورَفعَ قَدْرَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وأعْلَى مَقامَه، وبعثَهُ رَحْمَةً للعالمين في الدُّنْيا وَعَرَصاتِ القِيامَة، وأمرَ...

مقدمة لكتاب الاعتقاد معينة لقارئها على المراد

وَحُكْمُنا العَقْلـي قَضيَّةُ بـلا * وَقْفِ على عادةٍ أو وَضْعِِ ِ جَـــــــــــــــلاَ أقسامُ مُقْتضَاهُ بالحَصْرِ تُـمَازْ * وَهْيَ الوُجوبُ الاسْتِحالَةُ الجَوازْ فواجب لا يَقْبَلُ النَّفْيَ بِحالْ  * وما أبىَ الثُّبوتَ عَقْلاَ َ المُحَـالْ وجائزاَ َ ما قبَلَ...

شَرْح حَديث حَنظلَة: ساعَةٌ وساعَة

[ar]الشيخ محمد المدني[fr]Cheikh-al-Madani نَتشرَّف بتقديم رسالة اللحظة المُرْسَلَة على حديث حَنظَلَةَ، رَضيَ الله عنه، وفي هذا الكتاب الذي ألَّفَه الشيخ سيدي محمد المدني، قَدَّسَ الله روحَه، يظهَر علمه الجمّ في مَجال الحديث روايَةً وشرحًا ودرايةً. كما تظهر رقة أفهامه...

مختارات مدنية

[:fr]تهدفُ هذه المُختارات إلى إعْطاء صورَةٍ صادقة، وهذه وَظيفة المُختارات، عن عُمق الرّجل وأصالة مُقارَبَته، ومن ثَمَة إلى الحَثّ على مُطالَعَة سائر ما كَتَبَ والعودَة إلى رصيدِهِ الثّري الذي يتوزّع على ما يقارب الخَمسَةَ عَشرَ تأليفًا، شَملت كافّة فروع المَعرفة الإسلاميّة.
وبما أنّ هذا التُّراثَ لم يُترْجم بَعدُ إلى الفرنسية،[:]