حَاشرٌ، عَلَيه الصَلاَة والسلام

1. ومِن أسْمائِه الشَّريفَة، صَلَّى الله عليه وسلم، الواردِ في صحيح الآثار اسمُ “حاشر”، ويَعني في اللغة: “الجامِع”، أو الذي يَجمع حَولَه الناس لأمْرٍ مُهِمٍّ. فقد جَاءَ في شعب الإِيمَان أنَّ اسْمَ الرَسُول الأَعظَم، صَلى الله عَليه وسَلم، “حَاشرٌ”، يَدُلُّ عَلى عَظيم فَضل النبيء، وكَرَمهِ الذَّاتي والفعليِّ. والحَشْر هُوَ جَمع الناس فِي المَحشَر، وَلا يَكون ذلك الجمعُ إلاَّ عَلى عَظيم القوم، وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وَسلم.

2. ففي يوم القيامة، لا يَستَطيع أحدٌ أن يُكلِّمَ غَيرَهُ من أهوال الساعة، فَالخلائق كلها منشغلَةٌ بتلك الأهوال، وبإلهامٍ من الله تعالى يلوذُ أهلُ المَحشر بالرَّسول العَظيم، يَستظلون بظل جاهه الكريم، فَيطلب الرسول مِن الله تعالى بَدْءَ الحِساب، ويُناجيه ويناديه لِيُخَفِّفَ الحسابَ عَلى أمته، فَيستجيب الله تعالى ويَجبُر خاطِرَه، ويَخلع عَليه حُلَلَ العزِّ والكَرَمِ، ويَفتح عليه بمحامد لَم ينطق بها من قبل.

3. فَيومئذ يكون لواء الحمد تَحته، آدَم فمن دونه، فَيقول عليه الصلاة والسلام: “أنَا الحَاشِر الذي يُحشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ“، أي ينتظمونَ في سلكه، ويَجتَمعون على مَقامه ومَوضع قَدَمه. يقول الله تبارك وتعالى في مُحكَم تَنزيله، وهو أصدق القائلين، :”وَحَشَرناهم فَلَم نُغادِر مِنهمْ أحدًا” إذ يَحشر الله الأولين والآخرينَ، بَعدما يقومون من قبورهم. ويَقول تعالى في آية أخرى: “قُل إنَّ الأولين والآخرينَ لَمجموعون إلى ميقاتِ يَومٍ مَعلومٍ“.

4. وللتذكير فإنَّ “الحاشرَ” هو الله تعالى، أي إنَّ هذا الاسمَ من أسماء الله تعالى، ولكنه بمعنى جَامِع الناس، وبَعد تَمام الحساب يأذن الله تعالى للمؤمنين بدخول الجنة يَتَقَدمهم الملاذ الأعظم صلى الله عليه وسلم. فإذا أطلق الاسمُ على الرسول، صَلَّى الله عليه وسلم، صار المعنى الذي يجتَمِعُ الناس حوله يستجيرونَ به من شدَّة الأهوال، ويتوسلون به لبدء الحساب عندَ ذي العِزَّة والجَلال، ويستشفعون لَدَيهِ حتى يَتَكَرَّم بِمَنِّهِ الكبير المتعالِ. فصلوات الله وسلامه عليه بقدر النوال والأفضال.

الشيخ محمد المنور المدني
الزاوية المدنية.

الشيخ محمد المدني يتحَدّث عن الَقدَر

"عَلَى العاقِل إلاّ أن يَعترفَ بإحاطة القَدَر بِكُلّ فعلٍ من أفعال البَشَر، وتلكَ حكمة الله في خلقه لجميع الكائنات، قامَ بها ناموس الوجود، فَجَعل الخلقَ قِسمَين: مُمْتَثلٍ للمَأمورات، ومُرتَكب للمَنهيات، ليَكون الجزاءُ نَوعَيْن: نَعيمٌ وعقابٌ و﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ...

الأصول الدينية في شرح الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة

تمهيد في العشريّة الأولى من القَرن العشرين، نَظَم الشّيخ أحمد العلاوي (1869-1934) قصيدةً تتألّف من أَلفِ بيتٍ، على بَحر الرَّجَزِ، وسَمّاها : “الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة “. وكان الغَرَضُ منها ذكرَ أهَمّ...

الشيخ سيدي محمد المدني يذاكر في تَربية الصغار على مَجالس الذكر

أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم 1. "أمَرَ الشّيخ (العلاوي) بإحضارهم، أي: أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم، لِيَتَعلّمُوا الآدابَ كُلَّهَا، كالحَياء لأنّه خير كلّه وهو من الإيمان، والمُروءَةَ، وهي من أفضل زينةِ الإنْسان،...

المولد النبوي لابن عاشور

1- الحَمدُ للهِ الذي أطْلعَ للنَّاسِ في ظُلمَة الضَّلالَةِ بدرَ الهُدى، وبلَّ بِغَيْثِ الرَّشادِ المُحَمَّدِيِّ ما لَحِقَ طينَةَ قُلوبِهم مِن صَدَا، ورَفعَ قَدْرَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وأعْلَى مَقامَه، وبعثَهُ رَحْمَةً للعالمين في الدُّنْيا وَعَرَصاتِ القِيامَة، وأمرَ...

مقدمة لكتاب الاعتقاد معينة لقارئها على المراد

وَحُكْمُنا العَقْلـي قَضيَّةُ بـلا * وَقْفِ على عادةٍ أو وَضْعِِ ِ جَـــــــــــــــلاَ أقسامُ مُقْتضَاهُ بالحَصْرِ تُـمَازْ * وَهْيَ الوُجوبُ الاسْتِحالَةُ الجَوازْ فواجب لا يَقْبَلُ النَّفْيَ بِحالْ  * وما أبىَ الثُّبوتَ عَقْلاَ َ المُحَـالْ وجائزاَ َ ما قبَلَ...

شَرْح حَديث حَنظلَة: ساعَةٌ وساعَة

[ar]الشيخ محمد المدني[fr]Cheikh-al-Madani نَتشرَّف بتقديم رسالة اللحظة المُرْسَلَة على حديث حَنظَلَةَ، رَضيَ الله عنه، وفي هذا الكتاب الذي ألَّفَه الشيخ سيدي محمد المدني، قَدَّسَ الله روحَه، يظهَر علمه الجمّ في مَجال الحديث روايَةً وشرحًا ودرايةً. كما تظهر رقة أفهامه...

مختارات مدنية

[:fr]تهدفُ هذه المُختارات إلى إعْطاء صورَةٍ صادقة، وهذه وَظيفة المُختارات، عن عُمق الرّجل وأصالة مُقارَبَته، ومن ثَمَة إلى الحَثّ على مُطالَعَة سائر ما كَتَبَ والعودَة إلى رصيدِهِ الثّري الذي يتوزّع على ما يقارب الخَمسَةَ عَشرَ تأليفًا، شَملت كافّة فروع المَعرفة الإسلاميّة.
وبما أنّ هذا التُّراثَ لم يُترْجم بَعدُ إلى الفرنسية،[:]