ألا ابتهالا أيّهَا الخلّ الوفي

Home مؤلفات الشيخ سيّدي محمد المدني القصائد المدنية ألا ابتهالا أيّهَا الخلّ الوفي
madani الشيخ المدني

madani الشيخ المدني

في هذهِ القَصيدَة الرَّائعة، يَحُثُّ سَيِّدي مُحمد المدنيّ، كافةَ المؤمنينَ على التوجُّهِ بِصِدقٍ لِرَبِّ العَالَمين، والغَيبَةِ الحقّ عَن سائِر المخلوقين، حتَّى يَعمرَ القلب بأنوار اليقين. وَيَتَّسِمُ هذا القَصيدُ بِجَمال الأسلوب ومتانَةِ المَعنَى حتّى أنَّه يُعَدُّ مِنهاجَ السَّير نَحوَ اللهِ، والفناءِ عَمّن سواه.

ألا ابتهالا أيّها الخلّ الوفي

ألاَ ابْتِـهَالاً أيُّهَـا الــــخِلُّ الــــــوَفِيّ * وانْهَــــضْ إلَى أجَلِّ مِمَّا تَصْطَفــــي
وحلّ إلى الذَّوقِ تَكُن مُرْتَـــــــــفِعًا * وَحِدْ عَن التَّشـــديقِ واسْمَعْ واقْتَفِ
واقْصُـدْ رَفيعَ الفَهْمِ وأَمْسِك جِيـدَهُ * ارْكَبْ جَواــــدَ العَزْمِ مَعه المَشْرِفِيّ
وابْحَـثْ عَلى أقْوامٍ حازوا رِفْــــعَةً * وشُدَّ أذْيالَ الرِّجالِ وأَسْـــــــــــــعِفِ
هُمْ رِجـــــالُ اللهِ لا تَـــــرْكَنْ إلَــى * غيرٍ ولا عَنْـــــــــــهُمْ تَحِدْ تُسْتَهْدَفِ
فَمَن لَهم أضْحى رفيقًا يَهــــــتدي * إلى مَقامٍ شامِخٍ بَل أشْــــــــــــرَفِ
فِي حِزْبِهمْ جُـزتُ الصِّــــــرَاطَ راقيًا * وَفِي جِنَانِ العِزِّ أضْحَـــــــــى تَلَفِي
جاوَزْتُ كُلاًّ مِـــــــــن نَعيـــــمِ دارِنَا * بالأهـْـــــلِ وَالخِلاَّن والأخِ الصَّفِــــي
سَبْـــــــــعٌ مِنَ السَّماءِ قَد خَرَقْتُهَا * ولَم أزَلْ مِن خَــــــــرْقِهَا في شَغَفِ
وَمِثْلَــــــــــهُنَّ الأرْضُ قَد مَحَقْتُـــها * فَسَبْعُها الطِّــــــــــباقُ دُكَّتْ فَاعْرِفِ
الأقْمَارُ مَـــع الكَواكِبِ وَزِدْ لَــــــــهَا * شُموسَها أَلْقَيْتُـــــــــهَا فِي خَلْفِي
فاسْأَلْ نُجـومَ الليلِ هَل قَصْدِي لَها * لا بَلْ ولَم يَكـــــــــــــن لَها تَشَوُّفي
لا بَلْ وَرائِــــــي قَـدْ رَمَيْتُ حُسْنَهَا * ومَا بَدا مِن زِيَنَـــــــــةٍ مَع زُخْـــــرُفِ
حَقَرتُ كلَّ كائِــــــــــنٍ فِي نَاظِرِي * نَبَـــــــــــــــــذْتُهُ مِنِّي وَلَم أسْتَنْكِفِ
فَهِمَّتِي العَليَاءُ تَأْبَـــــــــى أنْ تَرَى * مَقْصودَها فِي ذَا الخَــيالِ المُرْجِــفِ
يَحْكي هَباءً في هَـــــــــــواءٍ كلمّا * حَقّقتَه يا صاحِبِي لاَ تَكْــــــــــــتَفِي
بَل قَد طَرَحْتُ الأخْـــرَى مَع لَذّاتِهَا * وَقَلْبِي مِن زَوالِــــــــــهَا لَــم يَأسَفِ
فَجِنانُ الخُلْدِ لَيسَ مَقْــــــــــصَدِي * وَجَنّاتُ عَدْنٍ عَنِّي تَنْــــــــــــــــتَفِي
لاَ تَلْـــــــتَفِتْ نَحوَ الدَّنيءِ بَل فَدَعْ * فَدَعْهُما مِن غَــــــــــــــــيرِ مَا تَوَقُّفِ
تَركتُ حــــورَ العَيْنِ مَع قُصـــــورِهَا * وفُرُشًا مَرفـــــــــــــــــوعَةً لَم أعْرِفِ
أعْرَضْتُ عَن عَـرْشٍ وعَــن كُرْسِيِّهِ * ومَا حَواهُ مِن جَمـــــــــــــــيلٍ أهْيَفِ
إذْ جَمالُ الحَــــــــقِّ يَهْوى بَاطِنِي * لا َجَمَالَ صَنْــــــــــــــعَةٍ قَد تَنْتَفِـــي
إذْ وَراءَ الكَونِ ثَمَّ بُغْــــــــــــــــيَتِي * فِي بِحارٍ دونَــــــــــــــــها لَم أَقِـــفِ
فالوُقوفُ دونَها عَــــــــــــجْزٌ ومَــن * يـــَـــــــــــرْضَى بِه حقيرًا مُخْتَــــــفِ
في بِحارِ الحَقِّ أضْــــــحَتْ هِمَّتي * تَسْرِي إلَى أعْــــلَى وَأغْلَى الشَّرَفِ
قَدْ سَبَحْــــــتَ فَوقًا وتَحْتًا لَم تَجِدْ * حَدًّا ولا رَأت بِـــــــه مِـــــــــــن طَرَفِ
أينَ مِنهُ الطَّـــــــــــْرفُ أيْن المُبْتَدا * بلْ أيْنَ يَــــــــــــبْدُو آخِرُ يَا مُسْعِفِي
فَجُلْ وَزِدْ عَلَيْهِ هَــــــــــــــــلْ تَرَى * فَيَا تَراه مِن فُطـــــــــــورٍ واعْطِـــــفِ
واصْعَدْ يَمينًا بَل شِمالاً وانْقَلِــــــبْ * لِأسْفَلَ بَعد العُلا واسْتَـــــــــــشْرِفِ
وزِدْ صُعودًا للعُلاَ ثمَّ الْتَفِـــــــــــــتْ * وانْظُــــــرْ إلَى الأكْوانِ فَهي تَخْتَفِي
بَحْرٌ عَميقٌ بَل عَظــــــــــيمٌ مَا جِدٌ * قَد خُـــــــــــــــضْتُهُ لَمَّا فَنَى تَكَتُّفِي
كَم سَبحتُ بَل سَكَــــــــرْتُ خَمْرَةً * قَد غَيَّبَتْني عَن نُعوتِ الــــــــــواصِفِ
فَيا لَها مِن خَمْرَةٍ تِــــــــــــهْتُ بِها * لَمَّا رَشَــــــــــــفْتُ رَشْفَةً مِنها بِفِي
إذْ نَفَخَت مِن رُوحِــــها في بَاطِنِي * وأشْرَقَتْ شُمـــــــــــوسُها لاَ تَنْتَفِي
حَتَّى اسْتنارَ ظَاهِـــرِي مِن نُــورِهَا * لَمَّــــــــــا بَدَا اسْتِحسانُها مِنِّي فِي
تَجَلَّى كُلِّي فَوقَ بَعْـضِي فَانْطَــوى * فَرْعِي فِي أصْلِي صارَ لِــي تَصَرُّفِي
قَد صِرتُ عَينَ العَيـنِ والحُكْمُ إلَــيْ * ومُلْكِي بَاقٍ غَيرُ بــــــــــــــالٍ مُنْتَفِ
لاَ بَل بِبَــــــعْضِي بانَ كُلِّي مُشْرِقًا * إذِ الأصولُ قَد بَدَتْ بالأحْــــــــــــــرُفِ
فَهْيَ حُروفُ الحَــــــقِّ والحَقُّ بِــها * إذْ خُلِقَـــــــــــــتْ بِالحَقِّ لا بِالزُّخْرُفِ
فَهْيَ كُؤوسٌ مُلِئَت خَمْــــــــرًا نَعَمْ * فَاضَتْ بِه بَل فَيْــــــــــضُهُ يَا مُقْتَفِي
فَراقَهَا الخَمْرُ وزَانتْ حُــــــــــــسْنَهُ * كَأسٌ وَخَمْرٌ مُزِجَا فَارْتَشِــــــــــــــفِ
فالكَأسُ عَيْنٌ صُبَّتْ فِيهِ نُقْــــــــطَةٌ * مِن خَمْـــــرِنا حَالَتْ غِنًى مَعَ شَرَفِ
عَلَيكَ بالكُؤوسِ فَارْشُـــــــفْ رَشْفَةً * مِن صَفْوَةِ الأعْـــــــــــــيانِ والتَّلَطُّفِ
تَبْقَى بِها ذَا عِزَّةٍ تَســــــــــــمو بها * لِقابِ قَوسَيْنِ أوْ أدْنَـــــــــى فَاعْرِفِ
إنَّ إلَى الإلَهِ ثَمَّ المُنْـــــــــــــــتَهَى * قَدْ جَاءَ فِي التَّنزيلِ مِنْهُ نَشْــــتَفِي
فَكُنْ يارَبِّ سَمْعَنَا مَعَ بَــــــــــــــصَرٍ * قَد قلتَ قِدْمًا سابِقًا هَل لاَ تَـــــفِي
وَعَبْــــــــــــــدُكَ المَدانِي نَالَ حُــلَّةً * مِن نُوركَ المُعَــــــــــــظَّمِ المُشَّرَّفِ
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِالخُــضــوعِ كَي يَسيلَ * وابِلُ الدُّمـــــــــــــــــــــــوعِ الــذُّرَفِ
فإنَّنِي عَبدُ الرَّجا يَا مَطْلَـــــــــــــبي * أجِبْ دُعانَا رَبَّنَا وَلْتَعْــــــــــــــــــطِفِ
وَلاَ تُؤَاخِذْ إنْ نَسيتُ واهْـــــــــــدِنِي * صِرَاطَكَ القَويمَ وارْحَمْ تَلَـــــــــــفِي
ثُــــــــــــــــمَّ الصَّلاةُ وَالسَّــــلامُ رَبَنَّا * عَلى رَسولٍ نُورُه لا يَنْطَـــــــــــفِي
والآلِ والأصْــحَابِ مَعَ كُلِّ الــــــــوَرَى * وُحُفَّــــــــــهُمْ دَومًا بِلُطْفِكَ الخَفِيّ
تَبْقَى الصّلاةُ دَائِــــــــــــــمًا يَا رَبَّـــنَا * مَا خَطَّ كَاتِبٌ فِــــي نَحْو مُصْحَــــفِ

الشيخ محمد المدني يتحَدّث عن الَقدَر

"عَلَى العاقِل إلاّ أن يَعترفَ بإحاطة القَدَر بِكُلّ فعلٍ من أفعال البَشَر، وتلكَ حكمة الله في خلقه لجميع الكائنات، قامَ بها ناموس الوجود، فَجَعل الخلقَ قِسمَين: مُمْتَثلٍ للمَأمورات، ومُرتَكب للمَنهيات، ليَكون الجزاءُ نَوعَيْن: نَعيمٌ وعقابٌ و﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ...

الأصول الدينية في شرح الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة

تمهيد في العشريّة الأولى من القَرن العشرين، نَظَم الشّيخ أحمد العلاوي (1869-1934) قصيدةً تتألّف من أَلفِ بيتٍ، على بَحر الرَّجَزِ، وسَمّاها : “الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة “. وكان الغَرَضُ منها ذكرَ أهَمّ...

الشيخ سيدي محمد المدني يذاكر في تَربية الصغار على مَجالس الذكر

أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم 1. "أمَرَ الشّيخ (العلاوي) بإحضارهم، أي: أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم، لِيَتَعلّمُوا الآدابَ كُلَّهَا، كالحَياء لأنّه خير كلّه وهو من الإيمان، والمُروءَةَ، وهي من أفضل زينةِ الإنْسان،...

المولد النبوي لابن عاشور

1- الحَمدُ للهِ الذي أطْلعَ للنَّاسِ في ظُلمَة الضَّلالَةِ بدرَ الهُدى، وبلَّ بِغَيْثِ الرَّشادِ المُحَمَّدِيِّ ما لَحِقَ طينَةَ قُلوبِهم مِن صَدَا، ورَفعَ قَدْرَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وأعْلَى مَقامَه، وبعثَهُ رَحْمَةً للعالمين في الدُّنْيا وَعَرَصاتِ القِيامَة، وأمرَ...

مقدمة لكتاب الاعتقاد معينة لقارئها على المراد

وَحُكْمُنا العَقْلـي قَضيَّةُ بـلا * وَقْفِ على عادةٍ أو وَضْعِِ ِ جَـــــــــــــــلاَ أقسامُ مُقْتضَاهُ بالحَصْرِ تُـمَازْ * وَهْيَ الوُجوبُ الاسْتِحالَةُ الجَوازْ فواجب لا يَقْبَلُ النَّفْيَ بِحالْ  * وما أبىَ الثُّبوتَ عَقْلاَ َ المُحَـالْ وجائزاَ َ ما قبَلَ...

شَرْح حَديث حَنظلَة: ساعَةٌ وساعَة

[ar]الشيخ محمد المدني[fr]Cheikh-al-Madani نَتشرَّف بتقديم رسالة اللحظة المُرْسَلَة على حديث حَنظَلَةَ، رَضيَ الله عنه، وفي هذا الكتاب الذي ألَّفَه الشيخ سيدي محمد المدني، قَدَّسَ الله روحَه، يظهَر علمه الجمّ في مَجال الحديث روايَةً وشرحًا ودرايةً. كما تظهر رقة أفهامه...

مختارات مدنية

[:fr]تهدفُ هذه المُختارات إلى إعْطاء صورَةٍ صادقة، وهذه وَظيفة المُختارات، عن عُمق الرّجل وأصالة مُقارَبَته، ومن ثَمَة إلى الحَثّ على مُطالَعَة سائر ما كَتَبَ والعودَة إلى رصيدِهِ الثّري الذي يتوزّع على ما يقارب الخَمسَةَ عَشرَ تأليفًا، شَملت كافّة فروع المَعرفة الإسلاميّة.
وبما أنّ هذا التُّراثَ لم يُترْجم بَعدُ إلى الفرنسية،[:]