أبو منصور الحَلاَّج والعشق الإلهي

Home كتابات صوفية الْقَصص الصّوفي أبو منصور الحَلاَّج والعشق الإلهي

أبو منصور الحَلاَّج والعشق الإلهي

عَنْ ابنِ الحدَّاد المِصريّ قَالَ:

خَرجتُ في ليلةٍ مُقْمِرَةٍ إلَى قَبرِ أَحمدَ بنِ حَنبلَ رَحمَهُ اللهُ، فَرَأيتُ هُناكَ مِنْ بَعيدٍ رَجُلاً قائماً مُسْتَقبِلاً القبلةَ. فَدنوتُ مِنهُ مِنْ غَيرِ أنْ يَعلَمَ، فَإذَا هُو الحُسينُ بنُ مَنصورٍ وَهُوَ يَبكي ويَقول:

– يَا مَنْ أَسكَرَنِي بِحُبِّهِ، وَحيَّرَنِي في مَيَادِين قُرْبِهِ، أنتَ المُنفَردُ بالقِدَمِ، وَالمُتَوحِّدُ بالقِيامِ عَلَى مَقْعَدِ الصِّدْقِ، قِيامُكَ بالعَدلِ لاَ بالاعتِدَال،
وبُعدكَ بالعَزْل لا بالاعْتِزَال،
وَحضورُك بالعِلم لا بالانْتقَال،
وَغِيابُكَ بالاحْتِجَابِ لاَ بالارتِحال.
فَلاَ شيءَ فوقَكَ فَيُظلَّكَ،
وَلاَ شيءَ تحتَكَ فيُقلَّكَ.
وَلاَ أمَامَك شيءٌ فَيجدَكَ،
وَلاَ ورَاءكَ شيءٌ فيدركُكَ،
أسْألك بِحرمةِ هذه التربة المقبولة والمَرَاتِب المَسْئُولة، ألاَّ تَردَّنِي إليَّ بَعْدَمَا اختَطَفتَني مِنِّي،
ولا تُرينِّي نَفْسِي بَعدَما حَجبتَهَا عنِّي،
وَأكثر أعدائي في بِلادك، والقائمونَ لِقتلي مِنْ عِبَادكَ”.

فَلمَّا أحسَّ بِي التفتَ وَضَحكَ فِي وجهي ورَجعَ وقَال لي:

– يا أبا الحَسن، هذا الذي أنا فيه أوّلُ مَقامِ المُريدين.

فقلت تعجُّباً:

– مَا تقول يا شيخ، إنْ كَانَ هذا أوَّلُ مَقَامٍ فَمنْ هُوَ فوقَ ذَلك؟

– قال: كَذَبْتُ. بَلْ هو أوّلُ مقامِ المُسلمين، لاَ بلْ كَذَبتُ، هُو أوّل مَقام الكَافِرين.

ثمَّ زَعَقَ ثلاثَ زَعقَاتٍ وَسَقَطَ وسَال الدَّم من حَلقِه.
وأشارَ إليَّ بَكفِّه أنْ اذهَبْ، فذهبت وتركته.

فلمَّا أصبحتُ، رَأيتُهُ في جَامع المَنصور، فَأخذَ بيدي ومال بي إلى زاويةٍ وقال:

-بالله عليك لا تُعْلمْ أحدًا بمَا رأيتَ منِّي البَارحَةَ”.

الشيخ محمد المدني يتحَدّث عن الَقدَر

"عَلَى العاقِل إلاّ أن يَعترفَ بإحاطة القَدَر بِكُلّ فعلٍ من أفعال البَشَر، وتلكَ حكمة الله في خلقه لجميع الكائنات، قامَ بها ناموس الوجود، فَجَعل الخلقَ قِسمَين: مُمْتَثلٍ للمَأمورات، ومُرتَكب للمَنهيات، ليَكون الجزاءُ نَوعَيْن: نَعيمٌ وعقابٌ و﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ...

الأصول الدينية في شرح الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة

تمهيد في العشريّة الأولى من القَرن العشرين، نَظَم الشّيخ أحمد العلاوي (1869-1934) قصيدةً تتألّف من أَلفِ بيتٍ، على بَحر الرَّجَزِ، وسَمّاها : “الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة “. وكان الغَرَضُ منها ذكرَ أهَمّ...

الشيخ سيدي محمد المدني يذاكر في تَربية الصغار على مَجالس الذكر

أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم 1. "أمَرَ الشّيخ (العلاوي) بإحضارهم، أي: أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم، لِيَتَعلّمُوا الآدابَ كُلَّهَا، كالحَياء لأنّه خير كلّه وهو من الإيمان، والمُروءَةَ، وهي من أفضل زينةِ الإنْسان،...

المولد النبوي لابن عاشور

1- الحَمدُ للهِ الذي أطْلعَ للنَّاسِ في ظُلمَة الضَّلالَةِ بدرَ الهُدى، وبلَّ بِغَيْثِ الرَّشادِ المُحَمَّدِيِّ ما لَحِقَ طينَةَ قُلوبِهم مِن صَدَا، ورَفعَ قَدْرَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وأعْلَى مَقامَه، وبعثَهُ رَحْمَةً للعالمين في الدُّنْيا وَعَرَصاتِ القِيامَة، وأمرَ...

مقدمة لكتاب الاعتقاد معينة لقارئها على المراد

وَحُكْمُنا العَقْلـي قَضيَّةُ بـلا * وَقْفِ على عادةٍ أو وَضْعِِ ِ جَـــــــــــــــلاَ أقسامُ مُقْتضَاهُ بالحَصْرِ تُـمَازْ * وَهْيَ الوُجوبُ الاسْتِحالَةُ الجَوازْ فواجب لا يَقْبَلُ النَّفْيَ بِحالْ  * وما أبىَ الثُّبوتَ عَقْلاَ َ المُحَـالْ وجائزاَ َ ما قبَلَ...

شَرْح حَديث حَنظلَة: ساعَةٌ وساعَة

[ar]الشيخ محمد المدني[fr]Cheikh-al-Madani نَتشرَّف بتقديم رسالة اللحظة المُرْسَلَة على حديث حَنظَلَةَ، رَضيَ الله عنه، وفي هذا الكتاب الذي ألَّفَه الشيخ سيدي محمد المدني، قَدَّسَ الله روحَه، يظهَر علمه الجمّ في مَجال الحديث روايَةً وشرحًا ودرايةً. كما تظهر رقة أفهامه...

مختارات مدنية

[:fr]تهدفُ هذه المُختارات إلى إعْطاء صورَةٍ صادقة، وهذه وَظيفة المُختارات، عن عُمق الرّجل وأصالة مُقارَبَته، ومن ثَمَة إلى الحَثّ على مُطالَعَة سائر ما كَتَبَ والعودَة إلى رصيدِهِ الثّري الذي يتوزّع على ما يقارب الخَمسَةَ عَشرَ تأليفًا، شَملت كافّة فروع المَعرفة الإسلاميّة.
وبما أنّ هذا التُّراثَ لم يُترْجم بَعدُ إلى الفرنسية،[:]